الوطنية
الوطنية هي حب الوطن الصادق النابع من القلب ومن الإيمان والعقيدة الصحيحين الكاملين ، وهو شعور لا يموت ولا يفنى مع الوقت يولد مع الإنسان .فعند سؤالنا للأعرابي عنها كان رده بان بلا ه "أرض القفار " أفصل من قصر كسرى وحتى وما بها من صعوبة للعيش.
يرجع حب الوطن إلى فطرة و جبلة موجودة لدى الإنسان فهو يحن لأمه كما يحن الحيوان إلى وطنه والطير إلى وكره والطفل لوالدته. فترى البدوي يولد في صحراء في بيئة لا يمكن العيش فيها إلا أنه يحب أرضه ويميل نحوها ويفضلها على غيرها .كما أن الحضري عند ابتعاده عن مدينته يحس بفراغ نفسي بداخله لفاقه مكان نشأته . ويكون حب الوطن لدى بعض الناس ظاهريا لكنه عند آخرين مخبأ ومحبوس في قفص لا يتحرر إلا عندما يداهم خطر موطنهم ، فيلبون بذلك نداء النجدة فيتوجهون بعدها لخدمته والعمل على استقلاله بالتضحية بنفوسهم وممتلكاتهم ،فيظهر بذلك حبهم لوطنهم بأحلى حلته وأجملها . كل إنسان يحمل معنى الوطنية يخدم وطنه فتأديته لواجبه اليومي واجتهاده في عمله ودراسته وقيامه بواجباته ومساعدته المشروعات النافعة بماله وعمله وعلمه ،كله دال على إ خلاصه لوطنه وصدق وطنيته.فكل عمل حقير أو كبير يقوم به إنسان عظيم أو ضعيف يساهم في رفع شأن الأمة ويعلي رأسها عاليا فخدمة الوطن لا تقتصر على العظماء فقط،بل إن الفلاح في زراعته والجندي بمحاربته والأمن في حراستهم والراعي في رعايته لغنمه والنجار الحداد في صناعته والتاجر في بيعه وشرائه والعلماء والمعلمين في تعليمهم والفنانون في فنهم والموظف في شركته والعامل في شغله كل هؤلاء يخدمون الوطن بعلمهم .
فإن مارس كل واحد من أولئك شغله بإتقان وتفنان وجد ولم يراع قيه المصالح الشخصية وراعى فيه مصالح الناس فهؤلاء مفخرة الوطن وعزته لأنهم سبب في سمو الأمة ورفع شأنها وعلو مكانتها وشموخ رأسها وازدهارها وبزوغ طاقاتها المخفية.