أحقادنا إلى متى ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تلوث محيطنا كثيرا من جراء الانتشار الواسع للمصانع والسيارات وكثرة الأوساخ وابتعاد الناس عن النظافة، فابتلينا بأمراض لم نكن نسمع بها من قبل، إلا أن هذا التلوث لم ينحصر في المحيط والبيئة فحسب، بل تعداها إلى نفوسنا وقلوبنا التي باتت سوداء من الأحقاد التي تملؤها.

هذا يكره زميله في الدراسة، والآخر يمقت جاره المغرور، والثالث لو استطاع أن يقتل زميله في الوظيفة لما تردد، بل تعدى هذا الأمر كل الحدود حين صار الابن يكره أباه والأخ يكره أخاه، ولا يتردد في شتمه وضربه.

تزيد العقد في مجتمعاتنا عاما بعد عام، والأحقاد تكبر في القلوب، حتى لم يعد هناك مكان لمعان جميلة نملأ بها أرجاء نفوسنا.

ولو ذهبنا نبحث عن أسباب كل هذه الأحقاد لوجدناها في غالب الأحيان تنحصر في أمور لا تستحق.
ربما تكون في البداية مجرد غيرة ثم تتطور إلى حسد لتبلغ ذروة الحقد
أو ربما تكون سوء تفاهم يؤجَّج بالتحريض والنميمة ...
أو يكون غيبة قيلت في فلان لتصله فيحدث ما يحدث
ولم لا تكون من أجل المال والمصالح المادية

ولكن الأكيد أنها من غياب الوازع الديني والتربية الصالحة ..

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، تفرق الأخوة، وتشتتهم وضعفهم وهوانهم
فحين يقتل المسلم أخاه المسلم فلنقل على الدنيا السلام

لماذا لا يركن كل واحد منا إلى نفسه ليراقبها ويحاسبها
لماذا لا نحاول أن نصفي قلوبنا وأن نفتح لها صفحة بيضاء من دون كل هذه الأحقاد
ما فائدة أن نحقد على الآخرين، أين هو العفو عند المقدرة
أين هو تذكرنا للآخرة، أين هو خوفنا من زيارة ملك الموت لنا

ابتسم ودع الحقد جانبا، سامح من ظلمك أو أوكل أمره إلى الله، فهو وحده من لا يضيع حق مظلوم
تأكد أنك بحقدك لن تجني شيئا سوى التعاسة لنفسك، وكم من مرض خبيث كان سببه تعكر القلب وسواده

واعلم أن المجتمع لا يقوم وأفراده مشتتون


وفقكم الله