كنت ابحث من مده طويلة عن هذه القصيدة واخيرا وجدتها واحببت ان اضعها لكم
خبر رجال الأمن حتى يزحفوا = فها هنا جماعة تطرفوا
عرفتهم باللحن والسمات = ومجمل الأعمال والصفات
إذا دعا الداعي إلى الصلاة = هبوا لها في خفة القطاط
حتى صلاة الفجر في المساجد = والناس بين راكض وراقد
غايتهم بها رئاء الناس = فمن يطيق ذا السلوك القاسي ؟
أعفوا لحاهم زعموها سنة = يدنيهم اتباعها للجنة
ومنهم الحليق كي لا يعرف = للأمن فهو خصمهم مهما طفا
لكنهم مهما اختفوا وضللوا = عليهم ألف دليل يوصل
أعمالهم تكشفهم وتفضح = ما في الوعا على الوعاء ينضح
حياتهم أساسها التزمت = وفكرهم قوامه التعنت
تشددوا في الدين وهو يسر = فكل فرد في السلوك حر
دعواهم في نصره عريضة = لكن قلوبهم هي المريضة
كم رغبوا في نهجه ورهبوا = تعصبا وبئس ما تعصبوا
إذا دعوا لحفل لهو راقص = أبوا بلا ذوق إباء ناكص
فما لهم في الفن من خلاق = إذ حرموا الحلو من المذاق
والرقص عندهم حرام منكر = كذا قضى الجمود والتحجر
وحرموا ما ساد عرف الناس = من عهد شيخنا أبي نواس
وأنكروا فوائد البنوك = كفقه عصر الظلمة المملوك
لا سيما ما حتمه التغير = والدين مثل غيره يطور
وشددوا على ذوي المزاج = ورفقة الأنس بليل داج
وقاوموا نفوذ أهل الكيف = فحق أن يؤدبوا بالسيف
حتى الدخان عندهم ممنوع = فما لهم بطيب ولوع
همهم الدعوة والدراسة = دائما ومزج الدين بالسياسة
بيوتهم تحفل بالدلائل = على انتمائهم بدون حائل
فتجد السواك والمصاحف = والكتب فيها ساندا وصارفا
من البخاري وشرح مسلم = إلى ابن تيمية وابن القيم
وأدوات قوة الأبدان = بزعم دعم قوة الإيمان
وكم لديهم كتب مضلة = والاعتراف سيد الأدلة
أشد في الفتك من البارود = رسائل البناء والمودودي
وكتب القطبين كالظلال = والقرضاوي زعيم الضلال
ترى كتب الغنوشي = وتلك كالهيروين والحشيش
نسائهم يمشين بالحجاب = وبعضهم يصررن على النقاب
أشكالهن ترعب الصغار = وتقلق اليهود والنصارى
فكيف يخفون على المباحث = وكل شيء ظاهر للباحث
تاريخهم أسود كالقطران = وحسبك الجهاد في الأفغان
قاتلوا السوفييت في الجبال = ليظهروا بصورة الأبطال
وقبلهم إخوان سوء جاهدوا = فوق فلسطين وفيها استشهدوا
وهيأوا الشباب للقتال = وحفظوهم سورة الأنفال
وشاركوا بالدم في القناة = تغطية منهم لفصل آت
فكل فعل منهم مردود = مهما يكن ظاهره محمود
واليوم للبوسنة قد تحمسوا = كأنهم للمسلمين حارس
وذاك والله هو الجنون = وللجنون عندهم فنون
فهم مع الجهاد في كشمير = وفي الفلبين إلى نسير
أما فلسطين فهم رجالها = وإن تنادوا بالسلام آلها
وهم مع الجياع في الصومال = أو المشردين في البنغال
وهم مع البشير في السودان = ضد قرنقي طالب الأمان
ومن عجيب هللوا وكبروا = لسحق جيش الشعب حين قهروا
لم يأبهوا في الليل من قرنقي = فمن أحق منهم بالشنق ؟
فتش تجدهم خلف كل حادثة= تحدث في الأرض وكل كارثة
وكل ما يقلق أهل الغرب = فهم ورائه بغير ريب
وإن يكن في جزر الهاواء =أو خللا في مركب الفضاء
والله لولا خشية العزال = لقلت هم مدبروا الزلزال
وكم تظاهروا بفهل الخير = ومد أيدهم لنفع الغير
وأنشأوا المسجد والمستوصف = ونشروا مع الكتاب المصحف
وأسسوا مدارسا للجيل = لكي يقودوه من العقول
قد سرقوا أبناءنا من وكرنا = ليجعلوا منهم خصوم فكرنا
في كل معهد وكل جامعة = أسمائهم هي النجوم اللامعة
يفتتحون يوم الانتخاب = أصوات الانسحاب للطلاب
وكم تدخلنا بدعوى الأمن = لحذف كل اسم لهم ذي شأن
لكنهم يحظون في النهاية = ولم يصل مكرنا للغاية
وفي نوادي هيئة التدريس = لهم من الأعضاء من رئيس
قد أثروا في الشيب والشباب = وفتنوا الشيوخ كالطلاب
تراهم يستخدمون الهمة = والسحر أيضا أتقنوه فنا
وفي النقابات لهم نشاط = وكم مهمات بهم تناط
قد سيطروا على المثقفين = كالأطباء والمهندسين
حتى المحامون لهم قد صوتوا = وما لهم سوى اليتيم قوة
لا تحسب انتخابهم دليلا = بأنهم في الناس أهدى قيلا
لقد خلقنا نحن للقيادة = من سار في ركابنا مطعوم
ومن جفانا فهو المحروم = تصوروا منطق هؤلاء
يدعون للعودة للوراء = يدعون للسنة والكتاب
وتلك دعوى ثلة الإرهاب = فالخير في اتباع نهج من سلف
فهم خصوم قادة التنوير = وحرس الدين من التطوير
أبعد أن سرنا إلى أرض القمر = ندعو إلى عهد علي وعمر ؟
ونمتطي سفينة الصحراء = والعصر يجري سفن الفضاء
كيف يقيم عصرنا الحدود = ونجلد السكير والعربيد
ونقطع الأيدي من اللصوص = إذن هلكنا نحن بالخصوص
إذا منعنا الخمر والملاهي = فكيف نغري سائحا بالله ؟
وما مصير اللاهيات في الهرم = هل يبتغين العون من أهل الكرم
وما مآل أسرة القانون = هل يبعثونهم إلى السجون ؟
وللفنون عندنا أسواق = فهل مصيرها هو الإغلاق ؟
أولئكم هم الأصوليون = قد خربوا الدنيا وشانوا الدين
فاستنفروا لحربهم كل القوى = فما لهم غير الفناء من دوا
فكل يوم يكسبون أرضا = تمتد طولا بيننا وعرضا
حتى غزوا ساحة أهل الفن = وأخرجوا المخرج والمغني
ممثلات ترتدي الحجاب = أليس ذاك العجب العجاب ؟
وراقصات يعتزلن الرقص = كأنهن هذا الرقص كان نقصا
من ذا يعيب الهز للبطون = وذاك من روائع الفنون
أليس من ميراثنا الثقافي = رياضة البطون والأرداف
فيا مثقفون أسرعوا الخطا = فدولة الفن كادت أن تسقطا
ماذا وراء ذلك التحجب = إلا تآمر أثيم أجنبي
يريدوا للعصاة أن يتوبوا = هذا هو التشويه والتخريب
وغيروا الأعراف والأفكار = حتى غدا المألوف قبل عارا
أنظر لما تراه في المصائف= من احتشام زائد بل زائف
الغيد بالخمار والجلباب = وكمم نزلن البحر بالحجاب
يا حسرة على زمان انقضى = يبدو به البلاج لحما أبيضا
هذا هو الدين لدى الأصولي = من يشكه يحرم من الوصول
قد عسروا في شرحه ونفروا = والدين قال يسروا وبشروا
ما الدين في الإحراج للحكام = أن يطلبوا الحل من الإسلام
ما الدين بالصوم ولا الصلاة = الدين خذ في خفة وهات
الدين أن تبدو ظريفا مرنا = وإن عبدت عنزة أو وثنا
فطهر القلب من التعصب = وإن جحدت بالكتاب والنبي
دع عنك ما يقوله الشيوخ = فما لهم في علمهم رسوخ
الصحفيون هم الثقات = وثلة الحكم هم الأثبات
لا للغزالي وللشعرواي = نعم لسعدة وللعشماوي
العلم ما ينقله الإعلام = وليس ما يعقله الأعلام
الحق ما تطلقه الأبواق = وليس ما تثبته الأوراق
قد يطلعون الشمس نصف الليل = والويل للمنكر كل الويل
الحق ما رأوا وإن لم يحققوا = والصدق ما قالوا وإن لم يصدقوا
أعذب مطرب هو الخمار = وشر مزعج هو الهزار
وأشجع الشجعان ذاك الأرنب = والليث رمز الجبن لا تعجبوا
دنيا النفاق تقلب الحقائق = وتجعل العلقم حلوا رائقا
كم طلبوا الإذن بحزب مسلم = يدعو إلى الحكم بغيرما تقدم
يطبق الشرع وكل قيمة = كأننا في الأعصر القديمة
ويعلن الدعوة للإسلام = هل نحن أهل الشرك والأصنام ؟
لدولة دينية كالحزب = تجكم بسم الله لا باسم الشعب
لا بأس بالأحزاب كالشيوعي = فذا تآمر ليس بالممنوع
أما السماح للأصوليين = فذلك المحال ما حيينا
لقد تعلمنا من الجزائر = انتصروا بأغلب الدوائر
كيف يزج الدين في السياسة = وتطمح اللحى إلى الرياسة
وتدخل العمائم الوزارة = يا لجلال الهول والجسارة
ولم يكن لها سوى الأوقاف = فهل تحيدون عن الأعراف
لا بد من حل ومن علاج = من غير تطوير ولا لجاج
والحل أن يحاربوا مثل الجرب = إن شئت سل بدرا وسل شيخ العرب
كلاهما أعلن في صراحة = وفي صراحة الوزير راحة
ليس لهم عندي من خلاص =إلا الكلام من فم الرصاص
لا رفق لا سماح لا هوادة = فحقهم منا هو الإبادة
وليقل القضاء ما يشاء = فما قضيناه هو القضاء
واحذر من التمييز والتصنيف = ما بين داع الرفق والعنيف
فكل هؤلاء في الهوا سوى = من لم يمارس عنفه فقد نوى
لكن أهل الإعتزال أخطر = لأنهم على الطريق أصبر
هم يربحون جولة فجولة = وبعد ذاك يبلعون الدولة
يستخدمون العلم والحاسوب = سل سلسبيل تعرف المطلوب
فاعجب لقوم طاردوا الأصولي = وكرموا المنافق الوصولي
فقل على داركم العفاء = إن لم تدارك أرضها السماء
ما اروعها الله يخليك يا شيخ هكذا الشعر و لخطيك