في الجزائر حرب الحضارة الصليبية على الإسلام
كان في الجزائر وحدها يوم يوم وطئتها أقدام الغزاة الفرنسيين سنة 1830مائة وستة مساجد وعندما حرر الجزائريون بلادهم سنة 1962لم يكن في الجزائر العاصمة أكثر من ثمانية مساجد وهكذا اختفى 98مسجدا كانت من أعظم منارات الدنيا
وكانت الأوقاف الإسلامية في جزائر المسلمين تبلغ نحو66في المائة من مجموع الأملاك العقارية و الزراعية.ويعود سبب في ذلك إلى شغف الجزائريين
بحبس أموالهم على المساجد وأضرحة الأولياء وأندية العلم عامة والحرمين خاصة وكان الجزائريون يديرون هذه الأملاك بمهارة وكفاءة بواسطة إدارة أهلية ولم يكن احد يشكو يومئذ فقرا لان جميع الفقراء كانوا يأخذون نصيبهم من خيراتها وهكذا استمرت الجزائر في بحبوحة من العيش أيام عزها ومجدها حتى غزتها جحافل الفرنسيين. وعندئذ تطلعت فرنسا إلى تلك الخيرات فحاولت انتزاعها من أيدي أصحابها ولكنها وجدت شروط الواقفين حائلة بين الفرنسيين وبين ما يطمعون فخلقوا مشكلة التدخل في أمورها بحجة التنظيم والإصلاح
لقد بدأت عملية احتلال المساجد مع البداية الأولى لغزو الجزائر ففي سنة1830صرح "رو فيغو" بأنه يلزمني أجمل مسجد في المدينة لنجعل منه معبد اله المسيحيين. وخاطب رجاله قائلا.عجلوا بذلك فجامع كتشاوة هو أجمل مسجد في المدينة خاصة وانه يتاخم القصر ويقع وسط الحي الاروبي وتملك الجزائريون الفزع وتساءلوا جميعا غلى بيوت الله توصل المستعمرون الفجرة وهرع المسلمون إلى المسجد يحمونه بقلوبهم ودخل أربعة ألاف منهم رحاب المسجد واقفلوا الباب عليهم وقد عقدوا النية على الاستشهاد معه
وفي 18ديسمبر 1832حضرت قوات من المدفعية والمشاة الفرنسية وأحاطوا بالمسجد واقتربت فرقة من حاملي الفؤوس واخذ ت تكسر الباب الموصد وبينما كان صياح الأهالي واستغاثتهم تعلو عنان السماء كانت القوات الفرنسية تقتحم رحاب المسجد وتنطلق بوحشية وهي تطعن الأهالي بحد الحراب والسيوف وقتل المسلمون عن أخرهم وطلي الجامع بدمائهم وقام القساوسة يتلون أناشيد الغفران على أشلائهم الممزقة وتم تحويل المسجد إلى كنيسة عرفت باسم كنيسة سان فيليب
واستمرت بعد ذلك عملية هدم المساجد وتحويلها إلى كنائس للنصارى وبيع لليهود وثكنات للجيش والشرطة واصطبلات للخيل والدواب وتعرضت المدن الجزائرية الأخرى لما تعرضت له العاصمة حيث ذكر احد رؤساء الأديرة والنائب العام لمطران الجزائر فقال مايلي"إن الحاكم الفرنسي "فالي «هو رجل عميق الإيمان صاحب ذمة وضمير يحكم الجزائر كالملك المنفرد بحكمه.هذا هو الرجل الصالح للمستعمرة فهو يبغي تثبيت دعائم الدين وفرض احترامه في كل مكان ويريد أيضا مضافة الصلبان والمعابد في الجزائر كما أن صاحب السيادة بامكانه تنفيذ إرادته مع أي رجل كان وقد اختار أجمل مسجد في قسنطينة ليجعل منه أجمل كنيسة في المستعمرة وهو مسجد صالح باي"
الأحد 16 نوفمبر 2008 - 0:55