حوار مع المتنبي:
لقيت أبا الطيب أحمد بن الحسين,بعد بضع سنين, وهو من الشعراء المحسنين,فكلما سألنا عن الأخبار, أجاب بالأشعار.
قلنا: من أنت؟
قال: أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صــــــمم
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
قلنا: صف لنا نفسك؟
قال: خلقت ألوفا لو رجعت الى الصبا
لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
قلنا: ما رأيك في الدنيا؟
قال: لحا الله ذي الدنيا مناخا لراكب
فكل بعيد الهم فيها معذب
قلنا: بعض الناس يستفيد من نكبات الاخرين.
قال: كذا قضت الأيام ما بين أهلها
مصائب قوم عند قوم فوائد
قلنا: ما رأيك في الموت؟
قال: الموت أت والنفوس نفائس
والمستغر بما لديه الأحمق
قلنا: وما رأيك في اللئام؟
قال: اذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وان انت أكرمت اللئيم تمردا
قلنا: ما رأيك في شعرك؟
قال: وما الدهر الا من رواة قصائدي
اذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
قلنا: ما رأيك في الناس؟
قال: انا لفي زمن ترك القبيح به
من أكثر الناس احسان واجمال
قلنا: ماهي خلاصة تجربتك مع الناس؟
قال: ومن عرف الأيام معرفتي بها
وبالناس روى رمحه غير ظالم
فليس بمرحوم اذا ظفروا به
ولا في الردى الجاري عليهم بأثم
مقتبس من كتاب المقامات للشيخ عائض القرني بالتصرف.